المشرق العربي | المشرق الجديد

المشرق العربي





المشرق أو المشرق العربي هو مصطلح جغرافي يُطلق على جزء من منطقة الشرق الأوسط، الذي يمتد من البحر الأبيض المتوسط غربا حتى الهضبة الإيرانية شرقا. وهو إسم يشير إلى الجزء الشرقي من الوطن العربي في مقابل المغرب العربي. تضم المنطقة دول الهلال الخصيب بشكل أساسي (العراق، سوريا، فلسطين، الأردن، لبنان)، بالإضافة إلى دول شبه الجزيرة العربية (السعودية، الكويت، الإمارات، قطر، البحرين، سلطنة عمان، اليمن)، ويضاف لهم مصر والسودان.
يشار إلى أن مصر تتخذ مكان متوسط جغرافيا ما بين المشرق والمغرب العربيان، كذلك في مجالات عديدة منها الثقافة والفنون والعمارة، إلا أنها تعتير اقرب إلى المشرق بسبب الروابط التاريخية والجغرافية بينها وبين بلاد الشام منذ عهد الفراعنة، حيث كانت تعتبر منطقة متحدة الحكم معظم تلك الفترة.
التاريخ

نشأت في هذه المنطقة حضارات عديدة تشهد لها الإنسانية وتدين لها بالكثير، فكانت حضارة (الفراعنة) في مصر، وفي بلاد الرافدين (سومريون، أكديون، كلدان، أشوريون وبابليون) وفي بلاد الشام (يبوسيون، كنعانيون، فينيقيون، آراميون، عمونيون، مؤابيون وعبرانيون) و(السبأيون والحميريون) في اليمن. ومن ثم حضارات المناذرة في العراق والغساسنة والأنباط في الشام، ومن ثم عهد الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية والفاطمية، حيث أصبحت الكثير من مدن هذه المنطقة منارة للعلم والإنسانية.
وتعرضت هذه المنطقة الجغرافية إلى غزوات كثيرة من المناطق المجاورة منذ آلاف السنين، ووقعت على أرضها العديد من المعارك المصيرية التي أثرت على العالم أجمع. فقام بغزوها الفرس واليونان والهكسوس والرومان والبيزنطيون والمغول والإفرنجة الصليبيون والأتراك ومن ثم الإنكليز والفرنسيون في أوائل العصر الحديث، وأخيرا الإسرائيليون والأمريكان.
يعتبر المشرق العربي من أكثر مناطق العالم توترا أمنيا حيث شهد أكثر من 10 حروب، منذ نكبة فلسطين عام 1948، منها الحروب المصرية الإسرائيلية والحرب العراقية الإيرانية وغزو العراق للكويت والاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق.
الثقافة

تشترك معظم البلاد الواقعة ضمن هذه المنطقة بروابط ثقافية وتاريخية ولغوية، وتتشابه فيها إلى حد كبير، فاللهجات على سبيل المثال تتقارب إلى حد كبير في بلاد الشام حيث يطلق عليها اسم اللهجات المشارقية، كذلك الأمر في العراق وشبه الجزيرة العربية إلى حد ما. كذلك تجد تقارب كبير في الفنون كالطهي مثلا، فالمطبخ المشرقي يتشارك بكثير من الأكلات على امتداد هذه المساحة الجغرافية. وينطبق الأمر نفسه على الموسيقى والمسرح والعمارة وغيرها من الفنون.
الاقتصاد

معظم دول المشرق نامية نسبيًا بسبب سكانها. فالدول تهتم كثيرًا بعدم الهجرة الداخلية من المناطق القليلة السكان إلى المناطق المكتظة وبالاخص إلى العاصمة. فهذه الهجرة تؤدي إلى انهيار المدن تحت وطئة سكانها المهاجرين وبسبب التزايد الطبيعي العالي.
هناك مدن في المشرق تشتهر بموارد النفط الكثيرة كبعض دول الخليج. لقد تطورت دول الخليج تطورًا كبيرًا بعد اكتشاف النفط فيها بسبب التزايد المستمر في طلبه. فقد أصبحت دبي من أكبر مدن العالم الترفيهية والسياحية حيث تطور هناك كل شيء: البنى التحتية والمراكز الترفيهية والعلمية والهندسة البنائية والكثير من الاشياء الأخرى. تعاني دول المشرق من نقص كبير بالمياه فقد تخالفت دول كثيرة بسبب هذا الموضوع وربما تحدث حرب كبيرة بسبب هذه المشكلة. لقد صرفت في الماضي الكثير من الاموال من اجل الحروب وشراء الاسلحة في المشرق العربي حيث كلفت مليارات الدولارات.
يعتمد غالبية سكان المشرق العربي على الزراعة كمصدر رزق عام وعدد ضئيل جدًا منهم فقط يعتمد على الصناعة - باستثناء إسرائيل، التي تعتبر كيان غربي متطور نسبيًا يعتمد على الصناعة والزراعة بنفس الوقت. ما زال الكيان حتى اليوم يشهد خلافات مع باقي دول المشرق بالرغم من اتفاقيات السلام بينهه وبين الأردن ومصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا الكبرى
سورية الكبرى (باللاتينية: Syria Salutari) مصطلح معروف أيضاً في السياق التاريخي سورية أو بلاد الشام، كما عُرف في بداية القرن العشرين باسم الأقطار السورية أو الاتحاد السوري، يدل على الوحدة التاريخية في منطقة المشرق العربي المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتشمل حالياً الأقطار التالية: سورية والأردن ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى العراق والكويت وجزيرة قبرص. تشمل سوريا الكبرى أيضاً أجزاءً ضمت إلى دول مجاورة مثل لواء اسكندرون (حالياً محافظة هاتاي في تركيا) والأقاليم السورية الشمالية التي ضمت إلى تركيا بعد معاهدة لوزان والأحواز في إيران وشبه جزيرة سيناء في مصر، وجزء من صحراء النفوذ في شمال السعودية. المنطقة معروفة أيضاً باسم الهلال الخصيب.
سورية الكبرى والحزب القومي السوري الاجتماعي

تعتبر عقيدة الحزب القومي السوري الاجتماعي أن الأرض السورية تضم قيليقية والشام وسيناء وقبرص والعراق والأحواز والكويت وتمتد جنوبًا في بادية الشام إلى تبوك وتيماء والجوف. والقوميون السوريون يعتبرون الهلال الخصيب بمثابة وحدة جغرافية متماسكة ووحدة بشرية مصهورة من عدة شعوب، منها العرب وهم يحملون سمات مشتركة موحدة للشخصية السورية. الأرض السورية مهد حضارة البشرية التي تعود للالف العاشرة قبل ميلاد، وتوالت على أرض سورية حضارات السومريين والكنعانيين /الفينقيين والاشوريين والكلدانيين والسريان والميديين والحثيين والبابليين والاراميين والأنباط و....العديد من الحضارات القديمة كما عرفت عصورا مزدهرة اغريقية ورومانية وفي العقيدة السورية الاجتماعية التي وضعها مؤسس في الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنطون سعادة، سورية الكبرى تعتبر البيئة الجغرافية التي تطورت فيها الامة السورية. وأشار إلى ما اعتبرها منطقة متميزة ذات حدود طبيعية، ووصفها بأنها تمتد من طوروس في الشمال الغربي وجبال زاغروس في الشمال الشرقي إلى قناة السويس والبحر الاحمر في الجنوب وتشمل شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، ومن البحر الأبيض المتوسط في الغرب بما فيها جزيرة قبرص، إلى قوس الصحراء العربية التي تصل إلى تبوك والجوف والخليج الفارسی والذي يشمل حتى الأجزاء الجنوبية من العراق والكويت في الشرق.
القومية السورية والقومية العربية

القومية السورية ليست على عداء مع العروبة بل هي مشروع سوري شديد الاعتزاز بالنفس ضمن فضاء العروبة الأوسع. كانت أبهى عصور سورية العظيمة عندما احتضنت مركز الخلافة الراشدة الرابعة والأخيرة في الكوفة السورية وكانت دمشق مركز خلافة بني أمية والأنبار ثم بغداد مركز خلافة بني العباس الهاشمية. تضم سورية أقدم عاصمة مأهولة في العالم وهي دمشق كما تضم أكثر الأراضي خصوبة في العالم وهي الأهوار جنوب العراق وتمتاز بغناها بالنفط والغاز والمعادن والثروة الحيوانية والمياه.
سلخ الأقاليم السورية الشمالية

الأقاليم السورية الشمالية هي مناطق من شمال سورية تم ضمها إلى تركيا بموجب معاهدة لوزان عام 1923 بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى. جاءت المعاهدة الجديدة كتعديل لمعاهدة سيفر عام 1920 التي أعقبت للحرب العالمية الأولى والتي رسمت حدود تركيا مع جيرانها واشتملت على خفض كبير لمساحة تركيا مقارنة بأراضي الدولة العثمانية. تضم هذه المناطق من الغرب إلى الشرق مدن ومناطق مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش واورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر.
فصل لبنان عن سورية

دخل الفرنسيون سورية الكبرى بعيد الحرب العالمية الأولى وقاموا بفصل الساحل الطبيعي لدمشق (بيروت) وألحقوها بمتصرفية جبل لبنان مما أدى إلى تقلص المجال الســوري. جوبهت هذه الخطوة بالرفض الإسلامي لأنها جعلت من المسلمين في لبنان أقلية بعد أن كانوا أكثرية بالإضافة إلى تمسكهم بالوطن السوري الأكبر، ولأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار أنه حكم دولة أوروبية أجنبية. ولكن إلى اليوم وبعد إنشاء لبنان لا يزال الحلم بسوريــا الكبرى يراود الكثيرين خصوصاً أن لبنان بلد صغير لا يزال يعتمد على سورية في العديد من المجالات مما يبرر وحدة تجمع القطرين.
سلخ لواء الاسكندرون

كان لواء الاسكندرون المنفذ البحري التاريخي لولاية حلب، وهو مقاطعة سورية تم ضمها إلى تركيا في 29 نوفمبر 1939، إلا أن سورية لم تعترف بذلك رسمياً. ستة 1921 كان الاتراك يشكلون اقل من 20 في المئة السكان في الإقليم، إلا أن السياسة الفرنسية المنحازة للاتراك، والتخطيط القديم لسلخ اللواء لارضاء الحكم الاتاتوركي، رغبة بالتقليل من خسائر معاهدة سيفر ارسى سياسة تتريك مقنعة خلال فترة الانتداب الفرنسي في العشرينات للإقليم، ومع فصل الإقليم حسب قرار عصبة الأمم كان عدد سكان اللواء 220 الف نسمة،، 105 آلاف منهم من العرب، وتوزع الباقون حينها على العرق التركي (85 الف) والكردي (25 الف) والأرمني (5 آلاف) حاليا، يسكن الإقليم حوالي مليون نسمة، لا يوجد اي تعداد للنسبة العربية من سكانه بسبب السياسة التركية القمعية للاقليات القومية، ويشكو الإقليم من القمع الثقافي واللغوي والاثني الذي تمارسه تركيا عليهم والتمييز ضد الاقلية العربية لصالح العرق التركي في كل المجالات وهو متابعة نحو التتريك الكامل للواء الاسكندرون.